شبكة المارد المصرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

انت تتكلم الفرعونية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1انت تتكلم الفرعونية Empty انت تتكلم الفرعونية الثلاثاء مايو 13, 2008 1:27 pm

اسير المشاعر


عضو فعال
عضو فعال

لا تندهش إذا قلت لك أنني وأنت نتكلم الفرعونية وننطقها باللغة العربية دون أن ندري أصلها القديم، وبعضها يمتد إلي جذور هيروغليفية، والبعض الآخر مشتق من اللغة القبطية، وهي الشكل الرابع من أشكال اللغة المصرية القديمة التي تطورت من هيروغليقية الي هيراطيفية إلي ديموطيقية، فلما كتبها المصريون بحروف يونانية سموها القبطية ولايزال جزء من القداس يتلي في الكنائس المصرية بهذه اللغة.



ولدينا علماء كثيرون تتبعوا أصول هذه الكلمات القديمة التي وصلت إلينا عن طريق التواتر وتواصل الأجيال، من هؤلاء العلماء الأستاذ محرم كمال، وكان أمينا للمتحف المصري، وأصدر في عام 1956 كتابا عن 'آثار وحضارة الفراعين في حياتنا المعاصرة'. ومنهم الأستاذ جورجي صبحي وكان ضليعا في اللغة القبطية، وعنه أخذ الدكتور محمود مصطفي كلمات كثيرة نشرها في كتابة 'الأدب العربي في مصر' أما العلامة محمد رمزي فقد ترك لنا سفرا جليلا في ستة مجلدات هو 'القاموس الجغرافي للبلاد المصرية حتي عام 1945' وتغلغل في انحاء الديار المصرية باحثا عن أصول أسماء المدن والقري والنجوع والكفور، وعاد بها إلي جذورها الأصلية، والتطورات التي تعرضت لها خلال العصور، ومن المؤرخين المصريين القدامي الذين نقبوا عن أصول الإعلام: المقريزي في كتابه 'الخطط' أما الأوروبيون الذين بحثوا في هذه المسألة فمنهم: أميلينو، وماسبرو، وجوتييه، وفييت.



كلمات فرعونية بالعربية


ونكتشف من هذه الدراسات الشيقة أن الطفل المصري ينطق بكلمات فرعونية منذ ولادته، فحين يشعر بالعطش يقول 'أمبو' ومعناها أريد أن أشرب، فإذا ارادت أمه تعويده علي المشي قالت 'تاتا.. خطي العتبة' كما كانت تقول جدتها الفرعونية، فإذا تألم أشار إلي موضع الألم وقال 'واوا' وإذا شعر بحشرة صغيرة تقرض صاح 'بيبة' وهي البرغوث في لغة الأجدار، وإذا أرادت الأم تخويفه قالت له 'بخ' ومعناها العفريت أو الشيطان، فإذا تمادي في الشقاوة هددته بحضور 'البعبع' وهو عفريت مصري شهير اسمه 'بوبو' كان يستخدم في أعمال السحر، والطفلة حين تستمطر السحاب تقول 'رخي.. رخي'. أو رخيها رخيها.. خللي البط يعوم فيها، فإذا اتسخت ملابس الطفل حذرته أمه من 'السخام' أي النجاسة، وتقول له عن القذراة 'كخ'.


حات.. وبات


ولاتزال الأسماء الفرعونية تطلق علي بعض الأطعمة التي نتناولها، فاللحمة اسمها 'حات'، والعظم اسمه 'بات'، والجزار اسمه 'حاتي' ولكنها اقتصرت الآن علي صانع الكباب والكفتة، ونحن نصف الشخص المفجوع بأنه نزل علي الطعام 'حتتك بتتك' أي أنه لم يفرق بين اللحم والعظم، في حين نصف الشخص الكحيان بأنه 'حاتا باتا' أي أنه جلد علي عظم. ونحن جميعا نأكل 'المدمس'، وأصلها 'المتمس' أي الفول المطمور، والبصارة أصلها 'بيصور' ومن أنواع السمك البسارية والشلبة، وأصلها 'بساري وشلقاو' ولايزال اسم الجبنة الطازجة 'حالوم' وهي كلمة قبطية. ولايزال القرويون حين يلعبون الكرة الشراب في الجرن.. يستخدمون مفردات فرعونية مثل 'الميس' الذي يصد الكرة، ويستعملون الاعداد القديمة وأولها 'سنو' ويصفون الشخص مفتول العضلات بأنه 'عنتيل' وأصلها 'عنتوري' يعني قوي. ويقولون عن ريح الشمال الباردة 'طياب' وريح الجنوب الدافئة 'مريس' ومنها أغنية: ياهوا يامريس.. نشف لي قميص.

هايص ولايص


ومن الكلمات التي لاتزال مستعملة في الحياة اليومية كلمة 'لايص' ومنها أخويا هايص وأنا لايص.. والليص هو الطين. ويعني أن أحواله مطينة. ومنها 'هوب ليصا' التي يتغني بها عمال البناء وهم يحملون الطين، ولو استمعت إلي البرنامج الغنائي 'خوفو' الذي أخرجه الاذاعي الموهوب عبدالوهاب يوسف، فسوف تجد عمال البناء يرددون هذه الكلمة.. وقد استقي المخرج هذه المعلومة من محرم كمال عندما ذهب إليه ليستوضحه عن أغاني العمال أثناء بناء الهرم، فأشار عالم الآثار إلي عملية بناء المجمع، علي الطرف الآخر من ميدان التحرير، وقال ان العمال المعاصرين يقولون نفس الكلمات التي كان يتغني بها أجدادهم أثناء بناء الهرم.
ومن الكلمات الشائعة حتي الان أننا نقول عن أول ضوء النهار أن الفجر 'شأشأ' وعندما يتراجع الشخص عن عهوده نصفه بأنه 'حمرا' فإذا كان خفيف العقل نقول أن عقلة 'تراللي'. وعندما تجلس المرأة القروية أمام الفرن فإنها تستخدم 'الشاروقة' وهي كلمة فرعونية مكونة من لفظين هما 'شي * رقة' ومعناها الحريق. والشراق اسم نوع من الخشب الدهني الذي يساعد علي الاشتعال. وهي تستخدم 'البشكور' في دفع أرغفة العجين إلي الشاروقة. ولانزال تستخدم 'الماجور' النحاس كوعاء.


الأردب والويبة

ونحن لانزال نقول 'بشبش' علي الطوب بعد صب الماء عليه ليكون لينا، وندعو للميت بأن 'بشبش' الطوبة التي تحت رأسه، ومن أسماء المكاييل التي لاتزال سائدة الأردب وأصله 'أرطبة' و'الويبة' و'التليس' بمعني الزكيبة. ومن الكلمات التي تستخدم في السب والتحقير كلمة 'بقف' وهو جلد النعجة، ونصف الشخص التافه بأنه 'مهياص' وهي مكونة من لفظين: 'مه' بمعني يملأ و'يص' بمعني التسرع والشطط، وقد تقول الفتاة لصديقتها علي سبيل المداعبة 'جاتك أوا'، وهو الوجع، ونقول عن الطماع أنه 'يكوش'، أي يستولي علي كل شيء.. وحين يصرخ الرجل مستنجدا يقول 'جاي' بمعني إلحقوني.
ولانزال نصف اليوم الحار بأنه 'صهد' فإذا اشتد الحر قلنا نقره الشمس، وأصلها 'نج' بمعني شديد و'ره' أي رع إله الشمس.
ونقول عن المرأة المشغولة عن ضيوفها بأنها 'مطهومة' فإذا بالغت في تكريم ضيوفها قدمت لهم 'كاني' و'ماني' أي السمن والعسل، أما دكان 'الزلباني' فهو صانع الفطير.



تأثير الاجداد

ولايزال المصريون المعاصرون يمارسون عادات كان يمارسها أجدادهم ويستنبط العلامة محرم كمال من هذه الظاهرة شدة تأثير السلوكيات الفرعونية علي المجتمعات المصرية عبر العصور، ويقول في ذلك: لايوجد شعب أشد من المصريين محافظة علي التراث القديم، خاصة أهل الريف فالفلاح المعاصر يشبه أجداده في كل شيء ماعدا الديانة 'المسيحية والإسلام' وهو يحمل نفس الملامح، وأساليب المعيشة، والاعتقاد في السحر والحسد والعفاريت، ولاتزال الحبة الزرقاء موضع تقديسي، ولايزال البيت المصري يعلق تيجان القمح علي الأبواب، ولايزال الخوف من القطة السوداء دون غيرها من الحيوانات الأليفة، لاعتقاده بأن الأرواح تسكنها. ولاتزال الطفلة تقذف سنتها المخلوعة في اتجاه الشمس، وتصيح: يا شمس يا شموسة.. إلخ ولايزال الجعران موضع اهتمام الفلاح منذ اتخذه القدماء معبودا لانه يخلق نفسه بنفسه ويخرج في الصباح الباكر من روث البهائم ليستقبل قرص الشمس فأطلقوا عليه اسم 'خب رع' ولايزال القرويون يربطون ثوب المريض بالحمي بالجعران ليرفع عنه الحمي.



عادات موروثة

ومن التقاليد القديمة التي لاتزال سائدة عند أهل الطرب: وضع الكف علي الصدغ أثناء الغناء. كذلك التصفيق بالأيدي أو الطرقعة بالأصابع. أو استخدام الغاب في صنع المزمار، وتفضيل المغني الكفيف علي المبصر.
ومن العادات الموروثة: وضع القلم علي حافة الأذن، وتجدها عند النجارين وأصحاب الحرف، أو إلقاء الطربوشي أو الطاقية أو اللبدة عندما ترتفع درجة الاعجاب من الطرب أو استقبال الملك وفي نصوص الأهرام: ما كادوا يرونه حتي ألقوا ثيابهم عند وصول جثمان الملك.. وصاحوا ان قلوبنا لم يدخلها السرور إلا عند مقدمك.
ولاتزال المرأة المصرية تستخدم الشبة والفاسوخة حول المريض حتي تطرد عنه أرواح الحاسدين حتي لو كان أبوه أو أخوه.. ثم تلقي ببعض العملات في النار ثم ترميها من وراء ظهرها إشارة إلي نبذ العين.

المرجع مساحة للراى جريدة الاخبار بقلم جمال بدوى

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى