سلام عليك أيها المساء
بدأت منذ هذه اللحظة بخيوطك الملساء
المنسدلة من قمر الشوق للعناء
من حيث يكون الجفاء
وعناوين الخيانة الغباء
بدأت ترسم مأساة الغصة الموت
حيث حناجر القتل الطاعنة بصمت
ها قد أزهقت الروح وقتلت الصوت
بلا رحمة ولا هوادة ولا فوت
أيها المساء أخاطبك فهلا سمعتني؟
من أنت وبم أتيت اليوم... أتعي؟
كم كنت أنتظر إطلالك في يومي
كم كنت أقرأ في وجهك بشرى وفائي
كم كنت استبشر بقمرك يا معذبي
اليوم كرهت كل شيء فيك
كرهت حتى قمرك
كرهت لون الصمت بك
كرهت كل كلمات كانت لأجلك
اليوم أشهد إصراري على كرهك
فكم خنتني وقتلت ذكراي التي كانت معك
أيها المساء الآتي بكل طغيانك
ألم ترى أن الموت اليوم بحضورك
موت ذكرى وخيانة من أحببتها فيك
من ملكتها أمر نفسي بشهادتك
من زرعتها بقلبي على مرأى منك
من كتبت أسمها كمعلقة تضيئك
من جعلتها في مسائي كأجمل عطورك
من وهبتها وفائي بتوثيق منك
سأمزق كل مذكراتي
وأحرقها بنار قلبي
وأجدد عهدي لنفسي
أن لا أهوى مرة أخري
ولا أعشق تلك الأنثى
ولا أقلد روحي بروح أخرى
فكم بت على فراش الموت وحدي
أصارع خروجي بنفسي
فآآآه منك يا كفني
وآآآه من وسادة قبري
فالموت اليوم بيدك يا شوقي
فلتهاجري يا خيانة الحب الغبي
ولتقلعي يا نفسي من عذاب نفسي
أيتها الناحية الأخرى من هذا الكون
أطل عليك إشراق جديد اللون
حيث شمس الحرية
وعنوان من عناوينك الغبية
للعيش بسعادة أترك عنك البقية